ثم جاء نابليون بعد الثورة الفرنسية، فعندما كفروا بـالإنجيل ، وكفروا بما كانوا عليه؛ وضع لهم نابليون قوانينه، ومعروف قانون نابليون الشهير الذي أخذت القوانين الغربية كلها منه، وبعد ذلك صدروه إلى المسلمين، وأخذوا به، ولا يزالون يعملون به -والعياذ بالله- منذ أن صدر هذا القانون عام 1804م.
ثم حشد نابليون الجيوش، وأخذ يحتل بلاد العالم، فأعادهم إلى الماضي القديم من الهمجية والحروب والدمار، فأين ثمرات الثورة؟! حتى إن الكثير منهم قالوا: لقد ذهبت شعارات الثورة واضمحلت، وبعد ذلك ثاروا على نابليون ، فوقعت الكثير من الضحايا؛ بحيث إن أكثر ضحايا الحروب في تاريخ العالم هم الذين ضحي بهم في أوروبا ؛ من أجل هذه الثورات، وفي الثورة الشيوعية ، وفي الحربين العالميتين، فهذا استنزاف هائل لدماء الملايين من البشر في هذه البقعة التي تدعي الحضارة، وتدعي الإنسانية، وتدعي أنها علمت الناس المساواة.
فكانت هناك حروب طاحنة وشديدة جداً بين البروتستانت والكاثوليك، ومعروف أن البروتستانت يتزعمهم الألمان، والكاثوليك يتزعمهم الفرنسيون، فكانت الحرب شديدة جداً، فكان يأتي حاكم أو يأتي إمبراطور فيوسع فرنسا حتى تبتلع ألمانيا ، وبعد فترة يأتي إمبراطور فيوسع ألمانيا حتى تبتلع فرنسا ، وآخرهم هتلر ، وهكذا كانت حياتهم: مداً وجزراً.